مرت أيام...ودقائق تعقبها الثواني..
سرت معه على دروب ملؤها الحب..
وعنوانها الوفاء الصادق الذي أجزم أنه سجية فيه..
تعاهدني بروحه الطاهر التي لو وضعت في بحر أُجاج لجعلته عذباً فرات..
حتى أتت الليلة التي كدتُ أن أصيب فيها بالجنون لولا رحمةٌ من ربي..
رسمت جمال الكون في لوحتي الصغيرة بريشة قلبي لكتب ذكراي معه وخبأتها مع أحلامي في مذكراتي..
ونحت على بياض الثلج أحرف من شدن المحبة..وأختارت له حبراً من دمي..
فأنا عشت دهراً أتخبط في بحور وتيارات من الضياع.. زادي هو حزني الذي أصبح لي أوفى صديق..
حتى إلتقيت بك حتماً هي لم تكن صدفة إنما هي أقدار ساغتك إلي فمنذُ أن برق نجمك وصقل في حياتي تغير سيرها ومجراها..
أخذت روحي مني وذهبت معك رغماً عني علها تكون ملٌت وسئمت من الأحزان راحلة معك إلى عالم كدتُ أجزم أن ليس له وجود...فأنا لم أكن إلا سوى بقايا لأنسانة فبوجودك في حياتها زرعت لها جائن من الزهور...وفرشت لها أرضها الشائكة ورود تمشي عليها لتضمد بها تلك الجراح التي خلدها لها اليُتم والظلم والحرمان... وجعلت لها من عتمة الليل شموع لتُضيء لها طريقها حتى لا تتعثر خطواتها...وجمعت لها من كل جمال الدنيا شيء حتى جعلتها كالملكة في قصرها...وطوعت لها أبجديات السعادة...وسخرت لها الوقت حتى لا تجعل للمل محل بين أوطانها حتى عاشت بك وهامت فيك...وأصحبت النفس الذي في صدرها والنبض الذي بداخلها..
أصحبت ترى كل العالم أنت..تعلق بك ذاك القلب الذي أصحبت له السمع والبصر فأصبح لا يسمع ولا يبصرك سواك..
لقد بنيت لك بداخلي صرحاً عالي لن يسكنه أحد سواك..فأنا لم أعد طفلتك المُدللة التي تريد دمية وحلوى لقد أصبحت أحلامي أكبر..
أنا طفلتك التي أصحبت تريد طرحة وفستان ومملكة صغيرة وعالم تريده أنت ...
(؟؟؟؟) فأعذرني إذا غالطتني الحروف... وكدرت خاطرك في يوم من أيام عمرك المسافر..
أُعذرني إذا قطفت ورود قلبك الدافئ..وجرحت مشاعرك العذبة بجنوني وغيرتي عليك.. أو حطمت لوحات رسمتها ريشة حبك.. فلا ملام فأنا الطفلة التي لم تبصر سواك ...
اعذرني إذا كان للعذر مكان في أوطانك ..
وكف ياجلادي عن القسوة فهي رداء ليس لك... ولا تليق بك فأنت نهر جاري للعطاء..
ضحكت معك بالأمس القريب ولكن كان للضحكة طعم آخر وكانت البسمة تكاد أن ترحل بعد أن جرحت القلب الذي غرس لي أرجوانة طيف وفيٌه... وأضاء لي شمعدانة لأجلي...
لقد جرح الدمعُ خدي وأصبح لهُ وسم في وجنتي... أنا طفلة لا تستطيع أن ترى العالم دونك إلا إذا شاء الله لها أمراً أخر..
أنا أخطيت ما أنكر ولا في عذر يكفيني
سوى إني أحبك حيل وإني دائما إنسان
عرفت إنك زهر عمري عرفت إنك بساتيني
وغيرك قيض مايروي سراب يشقي العطشان
ولو أنت رحلت عني من اللي غيرك يداريني
أعدك بأني إذا ذهبت إلى ربي سوف أخبره وهو أعلم بأنك أنت الذي أسموت بروحي ،ورفعتها من براثين الضياع إلى صروح العلم والدين... وأنت الذي حثيت خطاي إلى الآخرة وأخبرتني بأن الدنيا ماهي إلا متاع....
أنا سأغيب والأعمار بيد الله قد لا أرجع أنا ويأتيك خبري فلقد تركت لك رسالة وحروف صاغها الوجد والشجن وتركت لك كلمة سر تسكن بين هذه الحروف قد يأتي يوما وتأتي بك الأقدار إلى هاهنا مثلما أتت بك إلى روحــــــــــي...
همسة إلى قلبك...
أنا طفلتك التي لم تبصر سواك وأسمتك كل عالمها لأنها تراك فيه فلا تتركها لتضيع فلقد نال الحزن منها حتى أعياها...