توفيت جدتي حبيبتي * أم أمي* ( رحمها الله ) .. في عصر يوم الخميس .. سبعه .. يناير .. 2010
وخيّم الحزن على بيتنا ..
فكتبتُ هذه السطور على لسانها .. وقلبي يتقطع من الحزن .. (الحمد لله )
ملاحظه ** جدتي قبل وفاتها كانت تعاني من آلامٍ في بطنها .. وأزمة في التنفس..وكيسٍ في الكلى ,, والحمد لله ... وكانت في الفترة الأخيرة يخيّل لها بأن والدتي هي أمها .. فكانت تناديها بـ *أمي* ...
××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××××
حان وقت رحيلي ..
اعذريني ابنتي يا من أسميتكِ أمي لمئاتِ المرات ,,ولم أعلم لمَ أسميتكِ هكذا ...؟؟!!
رغم أني قد فقدتـ أمي منذ زمنٍ بعيــد ...
لكنك حقاً كنتِ أمي التي ولدتها أنا ,,,
وترعرعتْ في حضني ,,,
لطالما كنتُ صدراً دافئاً يقيكِ من قسوةِ الشتاء,,,
لطالما كنتُ قلباً يحس بكِ .. يشعر بآلامكِ .. ويحتويك ..
لطالما كنتُ عيناً تحرسكِ من غدر الزمان والكلاب التي لا ترحمْ ..
أخجلتني حين أصبحتِ أمي .. لم أكن أتوقع مجيء يوم كهذا ..
ارتميتُ في صدرك وقلبكِ احتواني ,, أطعمتني وسقيتني بيديك من كانتا بالنسبة لي ريش ناعم ينساب على صدري كلما شعرتِ بالجوع ...
كنتُ أقبلهما كل يوم .. إلا أنني لن استطع تقبيلهما الآن فقد رحلت ..
اعذروني أولادي وبناتي لربما كنت ثقيلةً عليكم بعض الشيء...
لكن لتعلموا أنكم كنتم كل حياتي ...وحياتي كلها أنتم ..
لربما كان رحيلي مفاجئاً لكنني أردتُ أن أرتاح و أريحكم مني !!
استمع صوت خرير الماء وهو يقطر على جسمي .. وأصعب ما في الأمر أن أمي (ابنتي)
شاركتْ في غسلي...و أعينها تفيض من الدمع ؛ ألماً لرحيلي ..
أمي أرجوكِ لا تبكي أليست راحتي هي الأمل الذي كنت تعيشين من أجله ,,فلا تحرقي قلبي بدموع تمنيتُ أخيراً أن أمسحها من خديكِ ...
ولكن لم أكن باستطاعتي فعل ذلك !
فقط انقلوني إلى دار الوحشة حتى يرتاح الجميع من همي !!
ولكنني وددتُ أن أسمع أصواتكم للمرة الأخيرة .. وأنتم حولي ...
كُشفَ الستار الأبيض من على وجهي .. أستمع أصوات أقدامٍ تقترب مني ... بناتي يقبلنني قبلة الـــــــــــــــــــــــــــوداع ...!!!
أولادي يقبلوني ويهمسون في أذني برجاء المسامحة ..
قلبي راضٍ عنكم فهل أنتم راضون ؟؟
ولكن أين أمي (ابنتي) أردتُ أن أسمع صوتها هي أيضاً ..؟؟!!
صوت أقدامٍ تعتري أصحابها الحزن والألم لم أتعرّف عليها إلى إن اقتربت مني .. و همست بـ"رحمكِ الله أمي" حينها تعرّفت علم من اقتربت مني من بين الحاضرين,, لقد كانت أمي (ابنتي) تمنيتُ لو أني احتضنتها فقد أقلقتني لغيابها ,, قبلتني على رأسي هي وابنتاها .. ودعوني بأن غطوا الستار الأبيض على وجهي من جديد ..
صوت الناس يرددون "لا إله إلا الله " وهم يحملوني بأيديهم أشعرني بشعور غريب ..!!
فتذكرت حينها أنها الجملة ذاتها التي رددتها أمي في أذناي حين رُزِقتْ بي !!
فأيقظ في قلبي الشوق والحنين إليهما .. (أبي وأمي) فقد كان قبري بجانب قبرهما تماماً ..
فهذا ما كنتُ أوصي به ..
يا لغرابتك يا دنيا....!!!
أنا من تراب وكنتُ فوقه وها هو يلفُ جسدي من كل النواحي وكأننا مندمجين ببعضنا..
عذراً مجدداً لرحيلي المفاجئ...