samarlove
1228 22/11/2009
| موضوع: إقامة الصلاة الخميس فبراير 03, 2011 10:09 am | |
| المعنى الأول : تركُ الصلاة عمدًا :
أيها الإخوة الكرام ،
من تعاريف ترك الصلاة اصطلاحاً : أن يَدَع الإنسان إقامة الصلاة المفروضة عمداً ، أما ترك الصلاة فهو عدم إقامتها عمداً ، وأما إضاعتها فقد قال ابن مسعود : وليس معنى أضاعوها تركوها بالكلية ، ولكن أخرّوها عن أوقاتها .
﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ ﴾ [ سورة مريم ] بالمناسبة ترك الصلاة عدم إقامتها عمداً ، أما إضاعة الصلاة فتأخيرها عن أوقاتها ، لذلك من أعظم الأعمال الصلاة على وقتها . قال إمام التابعين سعيد بن المسيب : هو ألا يصلي الظهر حتى يأتي العصر ، وألا يصلي العصر حتى يأتي المغرب ، وألا يصلي المغرب حتى يأتي العشاء ، وألا يصلي العشاء حتى قبيل الفجر ، ولا يصلي الفجر إلى طلوع الشمس ، هذه إضاعة الصلاة .
﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً ﴾ [ سورة النساء : 103 ] وهناك نص ورد معي أنه من أخّر الصلاة عن وقتها أذهب الله البركة من عمره . دخلت إلى البيت صلّ العشاء أولاً ، ثم ترتاح ، وتأكل بهناء ، وتجلس مع أولادك بهناء ، لو لم تصلّ لشعرتَ بقلق عميق ، دخلت الظهر إلى البيت ، ابدأ بالصلاة في الوقت ، إذاً إضاعة الصلاة تأخيرها حتى الوقت الذي يليها ، لذلك هناك ساعات قبل نصف ساعة من الوقت تعطيك تنبيها ، هذه تصلح للمؤمنين والمنافقين معاً ، المنافق يصلي بعد الإنذار ، يكون قد بقي نصف ساعة ، أما المؤمن فيستعد للصلاة قبل نصف ساعة ، وهذا بينهما فرق كبير ، من مات وهو مصرٌّ على هذه الحالة ، ولم يتب أوعده الله بغيٍّ ، قال تعالى :
﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً ﴾ [ سورة مريم ] قال القرطبي : إضاعة الصلاة كفر وجحود بها ، وقيل : إضاعة أوقاتها وعدم القيام بحقوقها ، يصلي ويطلق بصره ، قال تعالى :
﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر ﴾ [ سورة العنكبوت 45] يصلي ويكذب ، يصلي ويحلف يمينا كاذبة حتى يبيع السلعة ، يصلي ويحتال ، إذاً : هو لم يحقق نتائج الصلاة ، هذا أيضاً من إضاعتها ، فهناك تأخير وقتها ، وعدم تحقيق نتائجها .
المعنى الثاني : السهو عن الصلاة :
أما السهو عن الصلاة فقد اختلف فيه على أقوال عديدة ، السهو من أين جاء ؟ قال تعالى :
﴿ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ [ سورة الماعون ] لو قال : في صلاتهم ساهون لهلك معظم المسلمين ، بل عن صلاتهم ساهون ، ما معنى السهو عن الصلاة ؟ السهو عن الصلاة تأخيرها عن وقتها ، قال أحد الصحابة : << أرأيت قول الله عز وجل : ﴿ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ أهي ترْكُها ؟ قال : لا ، ولكن تأخيرها عن وقتها >> . إذاً : السهو عن الصلاة يشبه إضاعة الصلاة . وقيل : السهو أن تترك فلا تصلى ، يصلي وقتا ، ويترك وقتا ، أيضاً هذا من السهو ، والله عز وجل قال :
﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ﴾ [ سورة الماعون ] هؤلاء هم المنافقون ، فقد كانوا يراءون الناس بصلاتهم إذا حضروا ، ويتركونها إذا غابوا ، ففي بيته لا يصلي ، أما وهو جالس بدائرة ، واتجاهها إسلامي ، دائرة خاصة ، ورأس الدائرة صاحب دين ، وعنده رغبة ، الكل يصلون فيصلي معهم ، حتى ينتزع إعجاب صاحب الشركة ، وفي البيت لا يصلي . المعنى الثالث ، المعنى الأول تأخيرها عن وقتها السهو في الصلاة ، المعنى الثاني يترك بعض الصلوات فلا يصليها .
المعنى الثالث : التهاون بها والتغافل عنها :
المعنى الثالث : يتهاونون بها ويتغافلون عنها ، فهم لاهون ساهون ، غافلون ، وليست الصلاة من شأنهم ، ساهون يتهاونون .
أيها الإخوة ، ورد في بعض الآثار : " لو أعطي كل رجل منكم مثل جميع الدنيا إن صلى لم يرجُ خيراً من صلاته ، وإن تركها لم يخف ربه " . هذه الحالة أخطر من كل الدنيا ، لو أعطيت كل الدنيا ، وكنت كذلك ، إن صليت لا ترجو خيرها ، وإن تركتها لن تندم على تركها ، فلا قيمة لكل هذه الدنيا أمام هذه الحالة الخطيرة المرضية .
| |
|